تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : "العواصف الشمسية" ..  فرصة لتعزيز الثقافة التكنولوجية
source icon

سبوت

.

"العواصف الشمسية" ..  فرصة لتعزيز الثقافة التكنولوجية

كتب: نهال عوض

  في حدث نادر لم يتكرر منذ 21 عاما.. غطت أضواء العاصفة الشمسية الشديدة التي ضربت الغلاف الجوي، سماء عدد من الدول في النصف الشمالي من الأرض، وهي العاصفة الأولى من نوعها منذ عام 2003 .

  وحرص عدد من الأشخاص خاصة في أوروبا على التقاط صور وفيديوهات لتوثيق مشهد العروض الضوئية النادر في السماء، وهناك مخاوف من تأثير العاصفة على الشبكات الإلكترونية وأنظمة الاتصالات.

  وبحسب الوكالة الأميركية لمراقبة المحيطات والغلاف الجوي أن العاصفة الجيومغناطيسية هي من المستوى الخامس على مقياس من 5 درجات والذي يوصف بأنه شديد جدا، لكن على الجانب الآخر النظر كان مذهلا والألوان كانت جميلة وجذابة لتأخذنا إلى عالم من الخيال.

  وتسببت العاصفة بأضواء قطبية لافتة إذ أظهرت صورا تم تداولها على منصات التواصل وأضواء قطبية في مناطق عدة من الولايات المتحدة وحتى في لندن . 
   وفي سياق متصل، أكد الدكتور أشرف تادرس أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية أن العواصف الشمسية لا تشكل خطورة مباشرة على حياة الإنسان بصفة عامة، وقد لا يشعر بها الناس من الأساس، نافيا أن يكون لها أي علاقة بحدوث الزلازل والبراكين.

    وقال تادرس في تصريح لموقع "سبوت" ، إن العواصف الشمسية تحدث خلال دورة النشاط الشمسي المعروفة والتي تستغرق حوالي 11 عاما ، وفيها يصل عدد البقع الشمسية إلى الذروة ، وهي مناطق ذات كثافة مغناطيسية شديدة تظهر داكنة اللون على سطح الشمس.

‎ وأضاف أن تأثير العواطف الشمسية يظهر بوضوح في ظاهرة الشفق القطبي أو الأورورا ، وهو ظهور أضواء في سماء الليل بألوان مختلفة من الأحمر حتى البنفسجي يكون معظمها في الدول القريبة من القطب الشمالي.

   وأوضح أن العواصف الشمسية ناتجة عن تصادم جسيمات هذه العاصفة (الرياح الشمسية) مع المجال المغناطيسي الأرضي ،لافتا إلى أنه في عام 1989 ، تعرضت الأرض لعاصفة شمسية متوسطة القوة تسببت في تعطيل محولات الطاقة الكهربائية الرئيسية في كندا . 

   وأشار إلى أن بعض العواصف (الرياح الشمسية القوية) قد تسبب آثارا سلبية واسعة النطاق، منها اضطراب الأقمار الصناعية وتشويش الأنظمة الإلكترونية المتعلقة بها كالهواتف المحمولة ، والإنترنت، والأنظمة المصرفية، وانقطاع التيار الكهربائي، وتعطل الملاحة الجوية والبحرية بسبب اضطراب شبكة الاحداثيات العالمية GPS، وأيضا زيادة الإشعاع على المسافرين بالسفن والطائرات في الدول الشمالية، ولكنها لا تشكل خطورة مباشرة على حياة الإنسان بصفة عامة.

   من جانبه، كشف الدكتور أسامة شلبية عميد كلية علوم الملاحة وتكنولوجيا الفضاء جامعة بنى سويف، أول كلية مصرية متخصصة في علوم الفضاء، عن أن العواصف الشمسية لها تأثير كبير على اتصالات الأقمار الصناعية وشبكات الإنترنت، في الوقت الذي يتجه فيه العالم كله بالملاحة الفضائية مثل الـGPS، مضيفا أن القمر الصناعى يكون معرضا للإصابة بعطل بسبب النشاط الشمسي مما ينتج عنه انهيار لأنظمة الاتصالات حتى إن هذا التأثير قد يصل أيضا لأبراج الكهرباء. 

  ويمكن أن تسبب العواصف المغناطيسية خللا في عمل الأجهزة الكهربائية والإنترنت والاتصالات الهاتفية، وبالطبع تصور عواقب العواصف المغناطيسية أمرا مخيفا فعلا، ولكن هل فعلا العواصف المغناطيسية خطرة إلى هذه الدرجة!. 

   وتعتبر الشمس السبب الرئيسي في حدوث ظاهرة الشفق القطبي، حيث تقذف حقلا مغناطيسيا، خلال ما يعرف بـ "الانفجارات الشمسية" التي تتجه نحو الأرض عبر الرياح الشمسية، وعندما يصل هذا الحقل المغناطيسي إلى الغلاف الجوي لكوكب الأرض، فإنه يجد مقاومة شديدة تتسبب في إتلاف الرياح الشمسية وتبديدها.

‎وتؤدي هذه الظاهرة إلى توهج الجزء الخارجي من الغلاف الجوي فوق منطقتي القطبين الشمالي والجنوبي، وتظهر ألوان زاهية تغطي مساحات كبيرة في السماء.

  وأدى انفجار كبير في قرص الشمس إلى إطلاق عاصفة مغناطيسية أرضية في الغلاف الجوي للأرض يوم الجمعة الماضية، حيث من الممكن أن تتداخل مع شبكات الكهرباء ونظم الاتصالات والملاحة، مع إمكانية استمرار تأثيرات العاصفة خلال نهاية الأسبوع وتأثيرها على المجال المغناطيسي لكوكب الأرض.

  تجدر الإشارة إلى أن جميع هذه الظواهر تنجت من البقعة الشمسية العملاقة ذات الرقم AR3664، وهناك متابعات حثيثة لهذه التوهجات والانفجارات لما تسببه من مخاطر على الأقمار الصناعية، والرحلات الجوية القريبة من القطب، فضلا عن التشويش على الاتصالات والمجال المغناطيسي الأرضي، وغيره من المخاطر التي تسببها هذه الظواهر. 

   في النهاية، تجلب العواصف الجيومغناطيسية تحديات فريدة تتطلب تحضيرًا وتأهبًا من الجميع من خلال فهم تأثيراتها المحتملة على الإنترنت والتكنولوجيا واعتماد استراتيجيات استجابة فعالة، يمكننا تقليل تأثيراتها السلبية وتحسين قدرتنا على التعامل معها بكفاءة.

‎لذا، يجب علينا العمل سويًا كمجتمع وتكنولوجيا متقدمة للحفاظ على استدامة شبكات الاتصالات وضمان استمرارية الخدمات خلال تلك الفترات الصعبة بالتكامل والتحضير المسبق، يمكننا تخطي أي تحديات تنجم عن عودة العواصف الجيومغناطيسية وتحولها إلى فرص لتعزيز الثقافة التكنولوجية والتواصل الفعال.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية